علم الأدب وعناصره والنظرة الوصفيّة
يغدو الأدب علمًا يعتدّ به بعد تطوّر الدراسات الحديثة وشؤون النظر إلى اللغات بعامّة، فما عادت النظرة استنسابيّة أو معياريّة، بل غدت أكثر انفتاحًا، بحسبان أنّ كلّ حالة من حالات الأدب هي عرضة للدراسة والاحترام شريطة الالتزام بأصول التحليل الوصفيّ وتطبيق التقْنيّات اللازمة من أجل دراسته فحسب
ولنأخذ على سبيل المثال قضيّة من القضايا الشائكة على هامش دراسة الأدب؛ لو شاء باحث دراسة "سعيد عقل" وهو من الشعراء اللبنانيّين المثيرين للجدل من ناحية مواقفه السياسيّة، ولا سيّما في فترة الثمانينيّات من القرن المنصرم
إذ كان له موقف عيب عليه عند الاجتياح الإسرائيليّ... إزاء هذا الأمر لا يجد علم الأدب - بقانونه الوصفيّ- من وازع أن نتناول سعيد عقل وندرسه منتجه الأدبي- الشعريّ بناء على قانون اللغة
وبمعزل عن المحيط الخارجيّ بحياته، هذا الأمر لا بدّ منه كي ندرك أغراض "عقل" من شعره والجماليّات الأدبيّة المتوافرة لديه وذلك بمعزل عن أيّ موقف سلبيّ أو إيجابيّ تجاهه.
وبهكذا تعفي الدراسة الوصفيّة الباحث من أزمة المعياريّة وخسارة مهمّته البحثيّة، علاوة على أنّها لا تلزمه بموقف ما أو التزام ما على صعيده الشخصيّ سواء أكره "ععقل" أم أحبّه...
وعلى جميع الأحوال؛ يُقصد بالأدب تلك الحالة اللغويّة التي تتيح التعبير عن الذات أو المجتمع من خلال قوالب جماليّة أو أجناس وأنواع تتقولب أو تُملأ في داخلها اللغة؛
وعلى جميع الأحوال؛ يُقصد بالأدب تلك الحالة اللغويّة التي تتيح التعبير عن الذات أو المجتمع من خلال قوالب جماليّة أو أجناس وأنواع تتقولب أو تُملأ في داخلها اللغة؛
وبهذا يغدو الأدب "مرآة المجتمع التي تعكسه وتعبّر عنه"، وقد يحسبه البعض، أنّه "تقديم التاريخ لكن من جانب جماليّ"[1]
إذًا هو مجموع المنتجات الحضاريّة التي تصوّر أحوال الأمم وتحفظ عاداتها وقيمها بقوالب متعدّدة بين نثر وشعر...
بعد أن استحال الأدب علمًا تطبيقيًّا، وهو عرضة للتحليل تمكّن النقّاد المشتغلون في قضاياه من حصر عناصر تضبطه، أو بالحدّ الأدنى تشكّل عناوين رئيسة ببخوض في العمل التحليليّ المنصبّ عليه
في العناصر الأدبيّة
بعد أن استحال الأدب علمًا تطبيقيًّا، وهو عرضة للتحليل تمكّن النقّاد المشتغلون في قضاياه من حصر عناصر تضبطه، أو بالحدّ الأدنى تشكّل عناوين رئيسة ببخوض في العمل التحليليّ المنصبّ عليه
وإنْ كانت هذه العناصر لا تستوعب العمليّة التحليليّة كلّها، لكنّها تؤمّن، بالحدّ الأدنى، بعض المقوّمات التي يقوم عليها الأدب أو يركن إليها في تحديد أهدافه الرئيسة.
وهذه العناصر منظّمة كالآتي:
وكما هو معلوم فللأدب لوءان أساسان يقوم عليهما وهما لواء النثر ولواء الشعر، فالنثر هو الكلام الذي لا يحمل صيغة الشعر نفسها من حيث القوافي أو التوزيع، فهذا للشعر الذي منه التقليديّ ومنه الحديث.
وغيرها من أعمال تناولت قضيّة الأدب...
[2] لمزيد من الاطّلاع مراجعة كتاب الأدب وفنونه لبوفون.
[3] نركن في هذا التقسيم إلى شوقي ضيف والأمين وطه حسين وغيرهم في تقسيمنا هذه.
- عنصر العقل أو الفكرة أو الموضوع: وهو عنصر المُعطى الذي يتناوله الأديب في أدبه، ما الذي سوف يقدّمه؟ حول أي غرض من الأغراض؟ قد يكون عن الحب أو الوطن أو الرثاء...
- عنصر الخيال: وهو ضروريّ بالنسبة إلى الأدب، وهو ما ينقذ الأدب من خطر أن يصبح تقريريًّا إخباريًّا فحسب.
- عنصر المشاعر والعاطفة: لكي يتكلّم الأديب عن موضوع ما، فإنّ هذا الموضوع لا بدّ وأن يكون مؤثّرًا فيه تأثيرًا دفعه إلى تحويله بآداته الأدبيّة إلى عمل فنّيّ، وعندها تسيطر العاطفة الجيّاشة المتمظهرة من خلال البلاغة بأشكالها وألوانها شتّى، هي المهيمنة على الكلام، ويبدو الأديب عندئذ منفعلًا انفعالًا متبدّيًّا من خلال اللغة المستعملة، ومن خلال ما تفيض به قريحته الشعريّة.
- عنصر الأسلوب أو العنصر الفنّيّ: وهو من أهمّ هذه العناصر على الإطلاق، وهو المولج بتأمين الصبغة الشخصيّة أو الخاصّة التي تميز أديبًا من غيره، فنقول مثلًا نزار قبّاني شاعر المرأة، ومحمود درويش شاعر القضيّة الفلسطينيّة، وهكذا دواليْك... ولكن هذا لا يعني أنّ الأديب قد لا يكتب في قضايا أخرى، وفي هذا يقول عالم الأدب (بوفون): "الأسلوب هو الرجل."[2]
وكما هو معلوم فللأدب لوءان أساسان يقوم عليهما وهما لواء النثر ولواء الشعر، فالنثر هو الكلام الذي لا يحمل صيغة الشعر نفسها من حيث القوافي أو التوزيع، فهذا للشعر الذي منه التقليديّ ومنه الحديث.
العصور الأدبيّة[3]
- العصر الجاهليّ.
- عصر صدر الإسلام.
- العصر الأمويّ.
- العصر العبّاسيّ.
- العصر الأندلسيّ.
- عصور الدويلات المتتابعة.
- العصر الحديث.
أمّات الكتب: أفضل المؤلّفات التي تناولت الأدب وعلومه:
- أدب الكاتب لابن قتيبة.
- البيان والتبيين للجاحظ.
- دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجانيّ.
- منهاج البلغاء وسؤاج الأدباء لحازم القارطاجني.
وغيرها من أعمال تناولت قضيّة الأدب...
الإحالات
[1] لمزيد من الاطّلاع عد إلى عزالدين إسماعيل، وإيليا الحاوي، وشوقي ضيف وغيرهم ممّن قارب الأدب وتعرفيه.[2] لمزيد من الاطّلاع مراجعة كتاب الأدب وفنونه لبوفون.
[3] نركن في هذا التقسيم إلى شوقي ضيف والأمين وطه حسين وغيرهم في تقسيمنا هذه.
تعليقات
إرسال تعليق