خاطرة بقلم الأديب الأستاذ مصطفى سعيّد
الهواء لا يُداوي اختناق الرّوح ...
سمفونيّة الوحشة
النّغم التّائه :
ماذا بعد الجرحِ ؟
ماذا بعدَ الدّمعِ ؟
ماذا بعدَ الحزنِ
وحشرجات الهَمسْ ؟
وأنتَ يا قلبي مشغولٌ
تحصي ثروتَكَ
من مآسي الأمسْ ...
أما تتعبُ ؟! ...
تُشرّعُ للرّيحِ بابكَ
تحلمُ/
والظّلمةُ قدرُكَ بالشّمسْ...
مِن أينَ يأتيكَ
أيا قلبي البأسْ ؟ ! ...
أنتَ جرّبتَ أنواعَ الهمومِ قاطبةً
فماذا ؟ ..
ماذا بعدَ اليأسْ ؟
هوَ ذا جرحِكَ النازفُ
لم يَزَلْ يرتوي
مِنْ فَراغْ الحَدسْ
وما أثملَكَ الألمُ
ولا ثَقُلَ الرّأسْ
تترعُ الكأسَ
وخوابي الدّمعِ
توشِكُ أن تَفرَغَ
فماذا ؟....
ماذا بعدَ الكأسْ ؟!..
♪النّغَمُ الصّامِتْ :
هذا وجعي المترامي
وهذه أحزاني
وكلُّ دموعِ أحداقي
يقتلها الصّمتُ
فتُحًتَضَرُ
على سطورِ أوراقي
وللزمانِ محكمةٌ عرفيّةٌ
أمدّ عُنُقي فيقطعُها
يمنحني أخرى ليشنقَها
يعطيني خلافَها ويخنقُها
فالجلسَةُ مفتوحةٌ
وما انتهَتْ
من مَحضَرِهِ أعناقي
وصوتي !..
أينَهُ صوتي ؟
أصرخُ
فتخرجُ من حنجرتي
حروفٌ هاويةٌ
لا مقاطعَ صوتيّةً لها
كلُّها ألفُ الإطلاقِ
وأشتاقُ لكتفٍ
يُسَنّدُ رأسي
وتَنتَحِرُ على باب أيّوبَ
أشواقي
وماذا بعدَ أشواقي ؟!...
♪النّغَمُ الحالِم :
تقولُ الغمائمُ :
في الغدِ يكونُ المَطَرْ
وتوحي لكَ النسماتُ بذلكَ
ويأتي الغدُ شاحبًا/
مُكفَهرَّ الوَجهِ
لكنّهُ قابضُ اليدينِ
إنّهُ زمنٌ بلا أمطارْ
وأنتَ يا قلبي /
كما أنتَ...
لا زلتَ تنتظرُ قذومَ العاصفةِ
وهيهاتَ أراكَ
في غيرِ انتظارْ
ساعةْ الحائطِ وحدَها لا تنتظرُ
ما همّها ؟
لو بكى تشرينُ
أو تبسّمَ أيّارْ
هي تمضي نحوَ اللانهايَةِ مسرعةً
وتضربُ لحنًا من الأسرارْ
وتتسارعُ خفقاتِ قلبِكَ
تدخلُ أروقةَ ذاتِكَ
تبحثُ عن أناكَ خلف البحارْ
والأنا/
لوحةٌ سورياليّةٌ
فوقَ الجدارْ...
تعليقات
إرسال تعليق