اللغة العربيّة المفهوم
اللغة واحدة من أشدّ الظواهر الإنسانيّة تشعّبًا وتعقيدًا واتّجاهًا، لذا من الصعب تحديد تعريفٍ واحدٍ شاملٍ ودقيقٍ لها.
وقد قدّم علماء اللغة تعريفاتٍ متعددة ومختلفة، قديمًا وحديثًا، ومن أقدم هذه التعريفات ما ذكره ابن جنّي في كتابه (الخصائص) "اللغة أصواتٌ يعبّر بها كلُّ قومٍ عن أغراضهم"[1].
وهذا التعريف، على الرغم من قِدَمِه، هو المعتمَد عند الكثيرين من علماء اللغة، لاشتماله على كثيرٍ من الجوانب الأساسيّة للّغة: كالطبيعة الصوتية، واعتبارها ظاهرة اجتماعيّة، والوظيفة التعبيريّة عن الأغراض المختلفة.
ولم يقل ابن جنّي إن اللغة "ألفاظ وكلمات"، بل قال "أصوات" وهو أشمل وأعمّ وفيه تعبيرٌ عن الطبيعة الصوتيّة للّغة وهو المصطلح المستخدَم في علم اللغة الحديث.
أمّا قوله "يعبّر بها كلُّ قومٍ عن أغراضهم" فهو تقرير للوظيفة الاجتماعيّة والمعرفيّة والتواصليّة والتعبيريّة للّغة، وسنتطرّق إلى مبحث (وظائف اللغة) في الفصل نفسه.
وقد ماثل ابنَ جنّي في تعريفه اللغويّ هذا، اللغويُّ الإنكليزيّ ديفيد كريستال الذي عرّف اللغة بأنها "ضوضاء يستعملها الإنسان بشكل منتظِم في مجتمعه بغرض التواصل والتعبير عن عواطفه وانفعالاته" [2].
واللِّسْن (بكسر اللام) بمعنى اللغة، يُقال لكلّ قومٍ لِسْنٌ أي لغة يتكلمون بها (الصحاح، مج6، ص2195).
واللِّسْن (بكسر اللام) بمعنى اللغة، يُقال لكلّ قومٍ لِسْنٌ أي لغة يتكلمون بها (الصحاح، مج6، ص2195).
وقد وردت كلمة لسان في القرآن الكريم بمعنى (اللغة) كما في قوله تعالى "وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه ليبيّن لهم"[3]
وكقوله تعالى "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ"[4]
وأيضًا جاء في سورة الروم الآية 22 "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ".
وقد عرّفتها عدّة معاجم، منها لسان العرب لابن منظور الذي تبنّى تعريف ابن جنّي حيث قال "اللغة: اللِسن، وحدُّها أنّها أصواتٌ يعبّر بها كلُّ قوم عن أغراضِهم، وهي فُعلة من لَغَوْت أي تكلّمت، أصلها لُغْوة ككُرة وقُلة وثُبة، كلّ لاماتها واوات"[5]
وقد عرّفتها عدّة معاجم، منها لسان العرب لابن منظور الذي تبنّى تعريف ابن جنّي حيث قال "اللغة: اللِسن، وحدُّها أنّها أصواتٌ يعبّر بها كلُّ قوم عن أغراضِهم، وهي فُعلة من لَغَوْت أي تكلّمت، أصلها لُغْوة ككُرة وقُلة وثُبة، كلّ لاماتها واوات"[5]
أمّا معاجم: العين والمحيط في اللغة وتهذيب اللغة فعرّفتها بأنها "اللغة واللغات واللغون: اختلاف الكلام في معنى واحد".
أهمّيّة اللغة العربيّة
للّغةِ العربيّة أهميةٌ بالغة عند العرب والمسلمين؛ حيثُ إنّ القرآن الكريم نزلَ بها، ولا تصحّ الصلاة إلا بها، وهناك العديد من الكنائس المسيحيّة التي تُقيمُ شعائرَها باللغة العربيّة
وتجدرُ الإشارة إلى أنّ العديدَ من الأعمال الفكريّة والدينية اليهوديّة في العصور الوسطى قد دُوّنتْ في اللغةِ العربيّة. ADVERTISING inRead invented by Teads
إزاء هذه التعريفات مجتمعةً، نجد أن أدقّها وأشملها هو تعريف ابن جني "اللغة أصواتٌ يعبّر بها كلُّ قومٍ عن أغراضِهم".
وبناءً على أنّ الاتصاليّة من أهمّ وظائف اللغة العربيّة، كان من البدهيّ أن يشهد قطاع اتّصاليّة اللغة أولويّة خاصّة ودقيقة بالنسبة إلى المجتمع، الذي يستغلّ مواضعها وأهدافها الإنسانيّة المشتركة بابًا لتوضيح الأغراض المشتركة وتعليلها، نحو مزيد من الترقّي فيما يخصّ الجانب التواصليّ
إزاء هذه التعريفات مجتمعةً، نجد أن أدقّها وأشملها هو تعريف ابن جني "اللغة أصواتٌ يعبّر بها كلُّ قومٍ عن أغراضِهم".
وبناءً على أنّ الاتصاليّة من أهمّ وظائف اللغة العربيّة، كان من البدهيّ أن يشهد قطاع اتّصاليّة اللغة أولويّة خاصّة ودقيقة بالنسبة إلى المجتمع، الذي يستغلّ مواضعها وأهدافها الإنسانيّة المشتركة بابًا لتوضيح الأغراض المشتركة وتعليلها، نحو مزيد من الترقّي فيما يخصّ الجانب التواصليّ
بل والتفنّن أحيانًا بهذا التواصل، على اعتبار أنّه قد تولّد من لغة سمحة فيها كامل المزايا المساعدة على التفاهم، واستثمار مختلف الجوانب اللازمة خدمة لهذه العمليّة.
وتضطلع حواسنا كلها بمهمات اتصالية مع بيئتنا، فيما تعطي اللغة لعملية الاتصال بعدًا آخر، وتثريه ثراءً كبيرًا، فـ"الاتـصال هــو النشـاط الأساسي للإنسان، ومعظم ما نقوم به في حياتنا اليومية إن هو إلا مظاهر مختلفة لما نعنيه "بالاتصال" الذي يحدّد بدوره معالم الشخصية الإنسانية، من خلال ممارستها الاتصالية"[6].
وقد مرّ الاتصال الإنساني بمراحل شهد خلالها تطوّرات بارزة، انتقلت معها العملية الاتصالية من الإشارات البسيطة إلى التكنولوجيات الجبّارة
وتضطلع حواسنا كلها بمهمات اتصالية مع بيئتنا، فيما تعطي اللغة لعملية الاتصال بعدًا آخر، وتثريه ثراءً كبيرًا، فـ"الاتـصال هــو النشـاط الأساسي للإنسان، ومعظم ما نقوم به في حياتنا اليومية إن هو إلا مظاهر مختلفة لما نعنيه "بالاتصال" الذي يحدّد بدوره معالم الشخصية الإنسانية، من خلال ممارستها الاتصالية"[6].
وقد مرّ الاتصال الإنساني بمراحل شهد خلالها تطوّرات بارزة، انتقلت معها العملية الاتصالية من الإشارات البسيطة إلى التكنولوجيات الجبّارة
التي يقول بشأنها مارشال ماك لوهان في مؤلفه understanding media المترجم إلى الفرنسية تحت عنوان pour comprendre media "إن تكنولوجيات الاتصال التي تشكل محيطنا، هي امتدادات لأجهزتنا العضوية، وجهازنا العصبي، وهي موجّهة للرفع من قوة وسرعة تلك الأجهزة"[7].
إحالات
[1] ابن جنّي، 1952، ج1، ص33.
[2] صالح، 2014، ص9.
[3] القرآن الكريم، إبراهيم، الآية 4
[4] القرآن الكريم، النحل، الآية 103.
[5] ابن منظور، لسان العرب، مادّة ل غ ا.
[6] شرف، 1989، ص.16.
[7] بليبل، 2001، ص.64.
[2] صالح، 2014، ص9.
[3] القرآن الكريم، إبراهيم، الآية 4
[4] القرآن الكريم، النحل، الآية 103.
[5] ابن منظور، لسان العرب، مادّة ل غ ا.
[6] شرف، 1989، ص.16.
[7] بليبل، 2001، ص.64.
تعليقات
إرسال تعليق