ابن سينا - مدرسة الإملاء الصوتيّة
مهمّ هو الفصل الثالث في رسالة ابن سينا: فقد خصصه ابن سينا لتشريح الحنجرة. واللسان.
الحنجرة: وفيها عدة غضاريف،
أولها: عديم الاسم ، هكذا سماه ابن سينا، ويسميه المحدثون: إبيلوطس، أو لسان المزمار، وأهم وظيفة له هو سد طريق التنفس في أثناء البلع.
ثانيها: المتكئ على المجرى، وهو ما يسميه المحدثون (كنيفورم)
ثالثها : ماسماه "لسان المزمار" وهو ما يعرف لدى المحدثين باسم "ريما جلاتتس" وهو الفرجة التي بين الوترين الصوتيين، فلسان المزمار عند ابن سينا شيء آخر غير المشهور لدى واضعي المصطلحات العربية من رجال الطب.
رابعها : الغضروف"الترجهاري" أو الترسي أو الدرقي، المعروف لدى المحدثين باسم "ثيرويت" وهذا الغضروف يشبه في شكله الترس أو الدرقة؛ ومعنى ترجهارى، كأس يشرب فيه، فشبه هذا الغضروف بالكأس أو الفنجان.
أما الغضروف الذي يسميه المحدثون "كري كويد" قد أعده ابن سينا جزءًا من القصبة الهوائية، ولم يعتبره من غضاريف الحنجرة.
وفي الفصل الرابع: تحدث ابن سينا عن الحروف العربية، وأوضح كيفية صدور كل حرف منها، فوصف العملية العضوية مع كل حرف وصفًا مفصلًا، وقد رتب الحروف العربية ترتيبًا مخرجيًا يشبه إلى حد كبير ترتيب الخليل في كتاب (العين) .
وفي الفصل الخامس: يتحدث ابن سينا عن حروف سمعها في لغات أخرى غير اللغة العربية، لكنه لم يذكر من أسماء هذه اللغات إلا الفارسية، التي هي لغته الأولى، ومن بين تلك الحروف التي يشير إليها تلك التي تشبه الجيم العربية في رأيه، وهي:
هكذا نرى أن ابن سينا يعد صوتًا فارسيًا وهو "تشا" ومعه ثلاثة أصوات يونانية: "الزيتا والإكساي والإكسا" يعد هذه الأربعة أشباهًا لصوت الجيم العربية بما تشتمل عليه جميعًا من صفة الازدواج، صوامت مزدوجة؛ أي لأنها جميعًا تبدأ بعنصر شديد يليه عنصر رخو، أما في الأثر السمعي لكل منها فالفرق واضح جعل كل منهما صوتًا مستقلًا ذا كيان خاص.
"السين الزائية" أو "الزاي السينية" وينسب ابن سينا "السين الزائية" للغة أهل خوارزم، ولعله يعني اللغة الأسباكية إحدى اللغات التركية، وينسب الثانية -أي الزاي السينية- للفرس بنطقهم كلمة مثل "زرد" أي أصفر، والصوت الأول فيما يبدو "سين" جهر بها قليلًا فأشبهت "الزاي"، والثاني "زاي" همس بها قليلًا فأشبهت "السين".
"الزاي الظائية" وهذا الصوت وإن لم ينسبه ابن سينا إلى لغة معينة، يبدو أنه نطق الفرس به وهم يحاولون أن ينطقوا "الظاء" العربية، وهو نفس "الظاء" العامية التي تجري على ألسنة العامة الآن، أي التي لا نخرج معها طرف اللسان، وتعد هذه الظاء العامية من الأصوات العربية، وإن لم يرمز لها القدماء برمز خاص، فنحن نسمعها في بعض القراءات القرآنية، ولا سيما في قراءة الكسائي في مثل قوله تعالى: (حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) [القصص: من الآية: 33] فالكسائي يجهر بـ"الصاد" فتصبح مثل "الظاء" العامية.
ومن الأصوات التي تحدث عنها ابن سينا "الفاء" الشبيهة بـ"الباء" ونسب ابن سينا هذا الصوت للغة الفارسية، وضرب له مثلًا بكلمة فارسية، هي "برندي" التي معناها العنكبوت في حالة التنكير، ولما كتب الفرس لغتهم بحروف عربية لم يجدوا بين أبجديتنا ما يرمزون به بهذا الصوت، فاختاروا له الرمز العربي الخاص بـ"الواو" ونطقوها "V" كما هو الشأن في الألمانية الحديثة.
وهناك من الأصوات التي وقف عندها ابن سينا "الباء" المشددة، وضرب ابن سينا لهذا الصوت مثلا بالكلمة الفارسية "تبروزي" ومعناها النصر، ويتبين من هذا المثل أنه يعني ذلك الصوت المألوف في كثير من اللغات الأوربية، والذي يرمز له بالرمز "P".
هذا ملخص ما جاء في رسالة ابن سينا عن بعض الأصوات الأجنبية، ويضيق المقام عن الأصوات الأجنبية الأخرى التي عرض لها.
الحنجرة: وفيها عدة غضاريف،
أولها: عديم الاسم ، هكذا سماه ابن سينا، ويسميه المحدثون: إبيلوطس، أو لسان المزمار، وأهم وظيفة له هو سد طريق التنفس في أثناء البلع.
ثانيها: المتكئ على المجرى، وهو ما يسميه المحدثون (كنيفورم)
ثالثها : ماسماه "لسان المزمار" وهو ما يعرف لدى المحدثين باسم "ريما جلاتتس" وهو الفرجة التي بين الوترين الصوتيين، فلسان المزمار عند ابن سينا شيء آخر غير المشهور لدى واضعي المصطلحات العربية من رجال الطب.
رابعها : الغضروف"الترجهاري" أو الترسي أو الدرقي، المعروف لدى المحدثين باسم "ثيرويت" وهذا الغضروف يشبه في شكله الترس أو الدرقة؛ ومعنى ترجهارى، كأس يشرب فيه، فشبه هذا الغضروف بالكأس أو الفنجان.
أما الغضروف الذي يسميه المحدثون "كري كويد" قد أعده ابن سينا جزءًا من القصبة الهوائية، ولم يعتبره من غضاريف الحنجرة.
وفي الفصل الرابع: تحدث ابن سينا عن الحروف العربية، وأوضح كيفية صدور كل حرف منها، فوصف العملية العضوية مع كل حرف وصفًا مفصلًا، وقد رتب الحروف العربية ترتيبًا مخرجيًا يشبه إلى حد كبير ترتيب الخليل في كتاب (العين) .
وفي الفصل الخامس: يتحدث ابن سينا عن حروف سمعها في لغات أخرى غير اللغة العربية، لكنه لم يذكر من أسماء هذه اللغات إلا الفارسية، التي هي لغته الأولى، ومن بين تلك الحروف التي يشير إليها تلك التي تشبه الجيم العربية في رأيه، وهي:
- ذلك الصوت الذي سمعه في أفواه الفرس حين ينطقون بالكلمة الفارسية: "شاه" ومعناها البئر، وهذا الصوت الذي يرمز إليه في الإنجليزية: "CH" تش.
- ثلاثة أصوات يرى أن الأول منها يضرب إلى شبه الزاي، وأن الثاني يضرب إلى شبه السين، وأن الثالث يضرب إلى شبه الصاد، وابن سينا يصف هنا أصواتًا سمعها في اللغة اليونانية القديمة، ، ومنها "الزيتا، والإكساي" .
"السين الزائية" أو "الزاي السينية" وينسب ابن سينا "السين الزائية" للغة أهل خوارزم، ولعله يعني اللغة الأسباكية إحدى اللغات التركية، وينسب الثانية -أي الزاي السينية- للفرس بنطقهم كلمة مثل "زرد" أي أصفر، والصوت الأول فيما يبدو "سين" جهر بها قليلًا فأشبهت "الزاي"، والثاني "زاي" همس بها قليلًا فأشبهت "السين".
"الزاي الظائية" وهذا الصوت وإن لم ينسبه ابن سينا إلى لغة معينة، يبدو أنه نطق الفرس به وهم يحاولون أن ينطقوا "الظاء" العربية، وهو نفس "الظاء" العامية التي تجري على ألسنة العامة الآن، أي التي لا نخرج معها طرف اللسان، وتعد هذه الظاء العامية من الأصوات العربية، وإن لم يرمز لها القدماء برمز خاص، فنحن نسمعها في بعض القراءات القرآنية، ولا سيما في قراءة الكسائي في مثل قوله تعالى: (حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) [القصص: من الآية: 33] فالكسائي يجهر بـ"الصاد" فتصبح مثل "الظاء" العامية.
ومن الأصوات التي تحدث عنها ابن سينا "الفاء" الشبيهة بـ"الباء" ونسب ابن سينا هذا الصوت للغة الفارسية، وضرب له مثلًا بكلمة فارسية، هي "برندي" التي معناها العنكبوت في حالة التنكير، ولما كتب الفرس لغتهم بحروف عربية لم يجدوا بين أبجديتنا ما يرمزون به بهذا الصوت، فاختاروا له الرمز العربي الخاص بـ"الواو" ونطقوها "V" كما هو الشأن في الألمانية الحديثة.
وهناك من الأصوات التي وقف عندها ابن سينا "الباء" المشددة، وضرب ابن سينا لهذا الصوت مثلا بالكلمة الفارسية "تبروزي" ومعناها النصر، ويتبين من هذا المثل أنه يعني ذلك الصوت المألوف في كثير من اللغات الأوربية، والذي يرمز له بالرمز "P".
هذا ملخص ما جاء في رسالة ابن سينا عن بعض الأصوات الأجنبية، ويضيق المقام عن الأصوات الأجنبية الأخرى التي عرض لها.
تعليقات
إرسال تعليق