أحمد حاطوم وتحديث الإعراب
أحمد حاطوم ـ ولد في الشياح ـ قضاء بعبدا العام.
توطئة:شكّلت ظاهرة الإعراب على مدار التاريخ العربي موضوع دراسةٍ جادّةٍ حقيقية. إلى أن وصلت لدى بحّاثةٍ فذٍّ و فطن, أفرد لها كتابٌ برُمّته بعد أن كانت تُعالج في أبواب أو لمحات سريعة. ألا و هو (كتاب الإعراب) (1) فتناول الظاهرة و أوفاها حقّها من الدراسة و البحث, داحضا جمود قرونٍ خلت في اكتناه هذه الظاهرة و أسّس مجالا واسعا للدراسة و المناقشة و البحث و التجاذب, مع غير عالمٍ و باحثٍ لغوي.
هكذا تمكّن د.أحمد حاطوم(2) بكتابه من عصرنة الظاهرة و هو الوصفي اللساني الحديث.
قام د. حاطوم بجردةٍ سريعة على أعمال معاصريه, ممّن تصدّى لدراسة (ظاهرة الإعراب), فهو لا يُوافق أصحاب نظرية التفسير الدلالي. فالإعراب عنده لا يأتي في الكلام للفرق بين المعاني. و هو كذلك لا يُوءيّد أصحاب التفسير الصوتي و يستغرب, كيف يكون تفسير الظاهرة صوتي و يستند إلى مقولة إبراهيم أنيس(3) القائلة, "بالأصوات الدلالية".
إذن الدكتور حاطوم ابتغى الجدّة: شكلا و مضمونا, فهو لا يُريد لكتابه شكلا جديدا لمضمون قديم, لذلك نراه في كتاب الإعراب أورد مصطلحات حديثة ناهزت الثمانية و أربعين مصطلحا, أثبتها في قاموسه الخاص للمصطلحات.
كما أورد الكتاب نوعين من الإعراب لم نعلم بحثا تناولهما قبله و هما: الإعراب الحدسي و الإعراب الإدراكي, و قال: "إن الإعراب في النظام النحوي-السانتاكسي للعبارة العربية".
و قد عرّف الإعراب بمعنى اصطلاحي مُزدوج: يرتبط الأول بالجانب الدلالي من الإعراب أي إبانة المعاني و إيضاحها. أما الثاني فمُتعلّقٌ بتحديد هويّة اللسان العربي تحديدا يكون معه, إظهار علامات الإعراب في الكلام إظهارا لعربيّته. و مع ذلك فقد حدّد الإعراب بأنّه: "التعبير عن المعاني النحوية التركيبية".
توطئة:شكّلت ظاهرة الإعراب على مدار التاريخ العربي موضوع دراسةٍ جادّةٍ حقيقية. إلى أن وصلت لدى بحّاثةٍ فذٍّ و فطن, أفرد لها كتابٌ برُمّته بعد أن كانت تُعالج في أبواب أو لمحات سريعة. ألا و هو (كتاب الإعراب) (1) فتناول الظاهرة و أوفاها حقّها من الدراسة و البحث, داحضا جمود قرونٍ خلت في اكتناه هذه الظاهرة و أسّس مجالا واسعا للدراسة و المناقشة و البحث و التجاذب, مع غير عالمٍ و باحثٍ لغوي.
هكذا تمكّن د.أحمد حاطوم(2) بكتابه من عصرنة الظاهرة و هو الوصفي اللساني الحديث.
قام د. حاطوم بجردةٍ سريعة على أعمال معاصريه, ممّن تصدّى لدراسة (ظاهرة الإعراب), فهو لا يُوافق أصحاب نظرية التفسير الدلالي. فالإعراب عنده لا يأتي في الكلام للفرق بين المعاني. و هو كذلك لا يُوءيّد أصحاب التفسير الصوتي و يستغرب, كيف يكون تفسير الظاهرة صوتي و يستند إلى مقولة إبراهيم أنيس(3) القائلة, "بالأصوات الدلالية".
إذن الدكتور حاطوم ابتغى الجدّة: شكلا و مضمونا, فهو لا يُريد لكتابه شكلا جديدا لمضمون قديم, لذلك نراه في كتاب الإعراب أورد مصطلحات حديثة ناهزت الثمانية و أربعين مصطلحا, أثبتها في قاموسه الخاص للمصطلحات.
كما أورد الكتاب نوعين من الإعراب لم نعلم بحثا تناولهما قبله و هما: الإعراب الحدسي و الإعراب الإدراكي, و قال: "إن الإعراب في النظام النحوي-السانتاكسي للعبارة العربية".
و قد عرّف الإعراب بمعنى اصطلاحي مُزدوج: يرتبط الأول بالجانب الدلالي من الإعراب أي إبانة المعاني و إيضاحها. أما الثاني فمُتعلّقٌ بتحديد هويّة اللسان العربي تحديدا يكون معه, إظهار علامات الإعراب في الكلام إظهارا لعربيّته. و مع ذلك فقد حدّد الإعراب بأنّه: "التعبير عن المعاني النحوية التركيبية".
ذكر حاطوم أن إعراب الاسم أوسع من إعراب الفعل و أمكن منه. كما أورد أن نصب الاسم أشدّ ارتباطا بالاسم المُعرب من رفعه أو جرّه. ثم قام بوضع مصطلح "المنصوبات التركيبية" بناءا على المنصوبات من الأسماء.
اعتبر حاطوم أن الإعراب ينقسم إلى: إدراكي(يشغل الحيّز الأكبر), حدسي (محدود). و قد ذكر أن الإعراب سُمّي إعرابا لارتباطه بالجانب النحوي-التركيبي-الشكلي, فهو الذي يُحدّد هويّة اللسان العربي, الذي يستنكر اللحن الإعرابي.
اعتبر حاطوم أن الإعراب ينقسم إلى: إدراكي(يشغل الحيّز الأكبر), حدسي (محدود). و قد ذكر أن الإعراب سُمّي إعرابا لارتباطه بالجانب النحوي-التركيبي-الشكلي, فهو الذي يُحدّد هويّة اللسان العربي, الذي يستنكر اللحن الإعرابي.
فاللسان العربي لا يكون إلا مُعربا و استشهد بابن يعيش(4) حين أورد: أعرب و تعرّب إذا تخلّق بخلق العرب في البيان و الفصاحة. إبّان الحديث عن المعاني النحويّة-التركيبية ذكر الإسناد (الاسم إلى الاسم و الخبر إلى المبتدأ), و ذكر أن هذه العملية هي المعنى النحوي-التركيبي. أي تتابع مباشر بين المبتدأ و خبره.
المعنى النحوي-التركيبي هو تقارب معاني, يولد حالات معربة للأسماء و الأفعال, لكن دونما تطابق. يعتبر حاطوم أن المعاني النحوية-التركيبية مدخلا للتعريف الجديد بالإعراب. عرّف الدكتور حاطوم أن الإشارات اللفظية تكون في أواخر الكلمات التي تظهر فيها المعاني النحوية, جزء من الكلم تُسمّى (حركات الإعراب). و اصطلح د. حاطوم على: أن اللسان مبنيا أي لا نقع في كلماته على الإعراب, و المُعرب ذلك الذي نقع في كلماته على الإعراب.
فاللسان المعرب مثلا هو الذي يكون بلغته الكتابية"اللغة الفصحى", و اللسان المبني و هو اللسان العربي بمحكيّاته اليومية. اللسان المعرب بتعبيره اللفظي المحسوس من المعاني النحوية التركيبية. وقد وضّح حاطوم أن وضع اللغة الطبيعي هو البناء و ليس الإعراب, فالإعراب هو في جملة الإدراكي أي بحاجة إلى تفكير لتطبيق أحكام الكلام, بالتالي يُعدم الحدسية أي إطلاق الكلام على سجيّته مع ما يتماشى مع إيقاع الحياة اليومية. نظرا لتقييد السجيّة بالإدراك.
محمد حمادة
إحالات
1- كتاب الإعراب. الصادر عن دار العلوم ناشرون. ويتناول فيه قضية الإعراب لكن بوجه حديث.
2- أحمد حاطوم. أستاذ في كلية التربية ومراقب في وزارة التربية اللبنانية في تسعينيات القرن الماضي
3- أكاديمي وباحث مصري له اهتمامات بعلم الأصوات.
4- ابن يعيش، من علماء العصر العباسي ومن أهم النحويين العرب
تعليقات
إرسال تعليق