النمط البرهانيّ والبلاغة الوظيفيّة
ومن الممكن الآن بعد أن تحدّثنا عن النمط الإيعازيّ سابقاً في أوّلاً أن نتناول النمط البرهانيّ بالكلام:
النمط البرهانيّ : هو النمط الذي يتضَمّن الشواهد والإقناعات والأدلّة والبراهين التي تثبت صحّة أحد القضايا وتدحض وتعارض الأخرى. ومن أبرز مؤشّراته:
- توافُر الإشكاليّة أو الإشكاليّات حول الأفكار المطروحة: غالباً ما تكون بصيغ الاستفهام المباشر (هل/ إلى أيّ مدى/ لماذا؟...)، أو تكون بصيغة كلام معيّنة مثال( وهذه المسألة باتت تُشكّل عبئاً على المواطن...)، والإشكاليّة ترد بهدف التحديد المباشر للقضيّة أو المسألة أو المشكلة المنويّ معالجتها.
- موقف الكاتب: ويكون معارضاً لقضيّة يرفضها (هذا المبدأ لا يكفي، هذا الموضوع لا يُشكّل حلّاً وحيداً أو كافياً...) أو موافقاً لقضيّة يوافقها (ونرى في هذا الحلّ بدايةَ المعالجة، نعتبر أنّ هذا العمل سديداً...). بهدف تعريف القارىء ما له وما عليه من الموضوع المتناول وأفكاره المطروحة.
- بنية النصّ: قائمة على أساس المجادلة والمقارنة والتعارض والمتتاليات البرهانيّة (العقل/ الجهل- الشرق/ الغرب- الخير/ الشرّ...) بهدف توضيح كل فكرة من خلال حيّزها وقسامها المعيّنة.
- تدعيم رأي الكاتب بالأقوال المأثورة: مثال (قال فلان:.../ اعتبر فلان:.../ أو بعض الأقوال المباشرة بالقول مباشرة: "..." وترد بين علامتي تنصيص. بهدف تثبيت الآراء والمواقف ودعمها ضمن الإطار العلميّ السليم)...
سؤال البلاغة الوظيفيّة : استخرج من النصّ تشبيهاً واستعارة وطباقاً، واشرحها مبيّناً وظيفة كلّ منها
يستذكر الطالب في هذا السؤال ما يعرفه من بلاغة (البيان تحديداً): فيأتي على ذكر حالة التشبيه مثل: (كأنّها عيشٌ في ظلّ شجرة) يُشبّه الكاتب مسألته المطروحة بالحياة الهانئة والوادعة الحالمة والمطمئنة من دون مشاكل أو آفات...
وظيفة التشبيه: توضيح المفهوم المطروح عبر تقريبه إلى الفهم وتمثيل معناه بهذه الصورة المتخيّلة والاتكال على عناصر الطبيعة لتوصلنا إلى صورة فنّيّة مطابِقة للهدف الفكريّ المنشود.
ثم يذكر حالة استعارة: (التنمية المتوحّشة) استعار الكاتب الوحشيّة من الحيوان لأحد أنواع التنمية بغية الدلالة على جشع الإنسان وطمعه وأنانيّته وعلى عدم رأفته أو رحمته أو مراعاته للأشياء...
وظيفة الاستعارة: تجسيد المعاني المجرّدة وتقويتها ودعمها وإثباتها، من خلال توضيحها وإبانتها عبر صورة فنّيّة لإضفاء الحيويّة على التأليف والأسلوب.
ثمّ يأتي على ذكر (البديع تحديداً) : فيبرز حالة الطباق: ( الأحلام # الواقع/ النشيط # الخامل/ الكمّية # النوعيّة )، وهي بوظيفة وهدف: تبيان المفارقة والمناقضة في فكر الإنسان بحيث إنّه يعيش بين خيارين وعليه أن يُحسن الاختيار بين مختلف الأطراف الفكريّة المطروحة من أمامه.
تعليقات
إرسال تعليق