ياقوت الحمويّ الجغرافيّ والأديب
ياقوت الحمويّ جغرافي ورحالة وأديب وشاعر وخطاط ولغوي، من أشهر جغرافي الحضارة الإسلامية، ولياقوت الحمويّ اليد الطولى على علم الجغرافيا، صاغ مؤلفاته بأسلوب رائق مبدع فاكتسبت جمالاً فوق جمالها فنهل منها العلماء والأدباء واللغويين.أصل ياقوت الحموي وحياته
هو شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي البغدادي الرومي، ولد عام (574هـ / 1178م) في بلاد الروم -الأناضول الحالية- ومن هنا جاءت تسميته بالروميوياقوت اسم كانت العرب تطلقه على الرقيق، ولما كان مجهول اسم الأب الرومي، فقد جعلوه عبدًا من عبيد الله، ومنذ ذلك أصبح اسمه ياقوت بن عبد الله الرومي، ثم لحق الحموي للدلالة على اسم مولاه الذي اشتراه.
منذ بدايات طفولته الأولى وقع في الأسر، وبيع في سوق العبيد في بغداد، فاشتراه تاجر يعرف بعسكر بن أبي نصر إبراهيم الحموي، فعاش كرقيق حتى سن العشرين، حيث أدخله عسكر مدرسة يتعلم فيها الكتابة، لينتفع به في ضبط تجارته
منذ بدايات طفولته الأولى وقع في الأسر، وبيع في سوق العبيد في بغداد، فاشتراه تاجر يعرف بعسكر بن أبي نصر إبراهيم الحموي، فعاش كرقيق حتى سن العشرين، حيث أدخله عسكر مدرسة يتعلم فيها الكتابة، لينتفع به في ضبط تجارته
وكان عسكر هذا لا يحسن الخط، ولا يعلم شيئًا سوى التجارة، ولما كبر ياقوت قرأ شيئًا من النحو واللغة، وأصبحت اللغة العربية لغته الأم، ونال تعليمًا إسلاميًّا جيدًا، وكان سيده يعتمد عليه في متاجره؛ وذلك بسبب أمانته واستقامته، فكان ياقوت يتردد إلى كيش -جزيرة تقع في وسط الخليج العربي- وعمان وتلك النواحي ويعود منها إلى الشام.
لم يتوانَ ياقوت الحموي عن طلب العلم، وعلى الرغم من الحياة الصعبة التي صبغت حياته، فقد كانت لياقوت الحموي رغبة كبيرة في اكتساب العلم وتحصيله، فمع كونه عبدًا أسيرًا في يد سيده إلا أنه أصرَّ على التعلُّم؛ ولا سيّما تعلّم الجغرافيا وعلوم الفلك والمساحات... ليصبح من أشهر جغرافيي الإسلام والعالم العربيّ، علاوة على أنذه من أشهر الناس الذين ارتادوا أدب الرحلة.
لم يتردّد ياقوت الحمويّ بالقيام باللازم من الرحلات توخيًا منه لتعميق معارفه، على قاعدة أنّ الجغرافيا لا تفلح من دون أن يرتاد الأراضي، وقد توسَّع ياقوت الحموي في رحلاته منذ عام (610هـ / 1213م) فاتجه إلى آسيا الصغرى وخراسان، منطلقًا من تبريز والموصل، قاصدًا بلاد الشام ومصر أولاً، وبعد ثلاثة أعوام اتجه مرة أخرى إلى دمشق
لم يتوانَ ياقوت الحموي عن طلب العلم، وعلى الرغم من الحياة الصعبة التي صبغت حياته، فقد كانت لياقوت الحموي رغبة كبيرة في اكتساب العلم وتحصيله، فمع كونه عبدًا أسيرًا في يد سيده إلا أنه أصرَّ على التعلُّم؛ ولا سيّما تعلّم الجغرافيا وعلوم الفلك والمساحات... ليصبح من أشهر جغرافيي الإسلام والعالم العربيّ، علاوة على أنذه من أشهر الناس الذين ارتادوا أدب الرحلة.
ياقوت الحموي الرحّالة
لم يتردّد ياقوت الحمويّ بالقيام باللازم من الرحلات توخيًا منه لتعميق معارفه، على قاعدة أنّ الجغرافيا لا تفلح من دون أن يرتاد الأراضي، وقد توسَّع ياقوت الحموي في رحلاته منذ عام (610هـ / 1213م) فاتجه إلى آسيا الصغرى وخراسان، منطلقًا من تبريز والموصل، قاصدًا بلاد الشام ومصر أولاً، وبعد ثلاثة أعوام اتجه مرة أخرى إلى دمشق
ثم غادرها إلى حلب فأربيل فأورمية فتبريز، ومنها قصد إيران الشرقية، وأمضى في نيسابور حوالي العامين، ثم غادرها إلى هرات وسرخس إلى أن بلغ مرو.
ويتحدث ياقوت الحموي عن مرو قائلاً: "وقد أخرجت مرو من الأعيان وعلماء الدين والأركان ما لم تُخرج مدينة مثلهم؛ منهم: أحمد بن محمد بن حنبل الإمام، وسفيان بن سعيد الثوري .. وغيرهم"
ويتحدث ياقوت الحموي عن مرو قائلاً: "وقد أخرجت مرو من الأعيان وعلماء الدين والأركان ما لم تُخرج مدينة مثلهم؛ منهم: أحمد بن محمد بن حنبل الإمام، وسفيان بن سعيد الثوري .. وغيرهم"
ويتحدث عن مكتبات مرو قائلاً: "فكنت أرتع فيها وأقتبس من فوائدها، وأنساني حبُّها كلَّ بلد وألهاني عن الأهل والولد، وأكثرُ فوائد هذا الكتاب وغيره مما جمعته فهو من تلك الخزائن".
بعد ذلك تهيأ ياقوت لزيارة خوارزم، فقدم وصفًا رائعًا للمدينة ونهرها جيحون فيقول: "وما ظننت أن في الدنيا بقعة سعتها سعة خوارزم وأكثر من أهلها، مع أنهم قد مرنوا على ضيق العيش والقناعة بالشيء اليسير، وأكثر ضياع خوارزم مدن ذات أسواق وخيرات ودكاكين، وفي النادر أن يكون قرية لا سوق فيها، مع أمنٍ شامل وطمأنينة تامة، والشتاء عندهم شديد جدًّا؛ بحيث إني رأيت جيحون نهرهم وعرضه ميل وهو جامد، والقوافل والعجل الموقرة ذاهبة وآتية عليه".
ولكنه علم بخروج التتار عام (616هـ / 1219م)، ثم اجتياحهم بخارى وسمرقند، فهرب من وجههم، وفي طريقة مرَّ بالري وقزوين وتبريز إلى أن بلغ الموصل، فدخلها فقيرًا معدمًا
بعد ذلك تهيأ ياقوت لزيارة خوارزم، فقدم وصفًا رائعًا للمدينة ونهرها جيحون فيقول: "وما ظننت أن في الدنيا بقعة سعتها سعة خوارزم وأكثر من أهلها، مع أنهم قد مرنوا على ضيق العيش والقناعة بالشيء اليسير، وأكثر ضياع خوارزم مدن ذات أسواق وخيرات ودكاكين، وفي النادر أن يكون قرية لا سوق فيها، مع أمنٍ شامل وطمأنينة تامة، والشتاء عندهم شديد جدًّا؛ بحيث إني رأيت جيحون نهرهم وعرضه ميل وهو جامد، والقوافل والعجل الموقرة ذاهبة وآتية عليه".
ولكنه علم بخروج التتار عام (616هـ / 1219م)، ثم اجتياحهم بخارى وسمرقند، فهرب من وجههم، وفي طريقة مرَّ بالري وقزوين وتبريز إلى أن بلغ الموصل، فدخلها فقيرًا معدمًا
ومنها كتب إلى الوزير ابن القفطي في حلب يرجوه العون، فأمده بما يُعِينُه، واستدعاه إلى حلب، وفي عام (624هـ / 1227م) توجَّه مرة أخرى إلى فلسطين ومصر، ثم قصد حلب.
مؤلفات ياقوت الحموي
معجم البلدان
بدأ ياقوت الحموي في تحرير معجم البلدان عام 612هـ عندما كان بمرو، ثم ما لبث أن انصرف عنه تحت وطأة هجمات جنكيز خان، ولما استقرَّ به المقام في الموصل عاد إليه، فأتمه عام 621هـوقد تميَّز ياقوت بعنايته بضبط أكثر ما أورده من الأعلام الجغرافية، فأعان ذلك على صحة قراءتها، ومن هنا غدا مرجعه من أوثق المصادر في هذا المضمار.
أما عن سبب تأليفه لهذا المعجم فيُرَدّ إلى أنه كان ذا يوم في مجلس صاحب مرو وأميرها، وذُكِرَتْ كلمة (حباشة)، فذكر البعض أنها بالفتح، وذكرها آخرون بالضم، وكان هذا رأي ياقوت، وأراد أن يتثبت من صحة مقولته، فانطلق يبحث عنها بين الكتب، فكان ذلك حافزًا له إلى هذا العمل الموسوعي العظيم.
أما عن سبب تأليفه لهذا المعجم فيُرَدّ إلى أنه كان ذا يوم في مجلس صاحب مرو وأميرها، وذُكِرَتْ كلمة (حباشة)، فذكر البعض أنها بالفتح، وذكرها آخرون بالضم، وكان هذا رأي ياقوت، وأراد أن يتثبت من صحة مقولته، فانطلق يبحث عنها بين الكتب، فكان ذلك حافزًا له إلى هذا العمل الموسوعي العظيم.
تعليقات
إرسال تعليق